mardi 1 février 2011

المهنة .. صهر الرئيس !

قال عاملان بسيطان في مطار الدوحة بقطر، على هامش استقبال صهر الرئيس الهارب، زين العابدين بن علي، المدعو محمد صخر المالطي،31 سنة، إن أكثر ما لفت انتباههما، أثناء إتمام إجراءات الدخول، امتلاك المالطي، جوازَ سفر بنفسجيا، كُتب في بياناته، ضمن خانة المهنة.. صهر فخامة  الرئيس  التونسي !
  • والحقيقة أن نظام بن علي، وإن كان قائما على الأكاذيب، فهو كان صريحا جدا مع نفسه، ومع غيره في نقاط أخرى كثيرة، لعل أبرزها، تحديد مهنة صخر المالطي الذي يملك العديد من البنوك والمصارف والشركات ورؤوس الأموال، بالقول إنه يعمل صهرا لدى فخامته، فهل توجد مصداقية أكبر  من  هذه؟  وهل  هناك  صراحة  وشفافية  بمثل  هذه  الدرجة  من  الوقاحة !
  • أيّ نظام سياسي هذا، سواء في الجزائر، أو مصر، واليمن، وحتى في الملكيات، بالمغرب والسعودية، والأردن، يشير إلى مهن أتباع النظام وعائلة الرئيس على أنها تتمثل في كونهم.. صهرا أو ابنا أو زوجة أو عشيقة، أو حتى غلاما، في خدمة أصحاب الفخامة والجلالة والسمو!؟
  • أيّ  بلد  في  المنطقة  العربية،  من  المحيط  إلى  الخليج،  عدا  تونس،  صرح  معترفا  أن  نظامه  متكون من  السرّاق،  واللصوص،  وأن  العائلة  الحاكمة  فيه،  تحولت  قرابتها  الدموية،  إلى  مهنة  معترف بها  قانونا !
  • ألم  تمهد  هذه  الصراحة،  وهذه  الشفافية،  والمغالاة  في  استعباد  الشعب،  إلى  نشوء  ثورة  عظيمة كتلك  التي  فجرها  التوانسة،  وكان  قائدها،  شاب  بطال  في  مدينة  فقيرة  تسمى  سيدي  بوزيد !
  • أيّهما أبشع، الدكتاتورية المغلفة بالانتخابات الديمقراطية، وبمنظمات مكافحة الفساد، وبمساندة الأجنبي، والتآمر مع الخارج على الداخل، وبشراء ذمم المثقفين والإعلاميين وفبركة المعارضين!؟ أم الدكتاتورية التي تكشف نفسها، وتعري أصحابها، وتفضح أركانها، ولو كانوا من المقربين  جدا،  عائليا  وسياسيا،  وحزبيا،  مثلما  وقع  في  تونس  أثناء  عهد  بن  علي ! ؟
  • لو لم يكن بن علي، وزوجته، وأصهاره، مفضوحين بتلك الدرجة، لما تجرأ الشعب على الخروج إلى الشارع، رافضا كل العروض والتنازلات التي قدمها الجنرال قبل هروبه، فقد كان لسان التونسيين في ذلك اليوم العظيم، مثل موقفهم الآن، أن لا ثورة مكتملة بدون سقوط جميع أركان النظام، وأتباعه، فالثورة تولد من رحم الأحزان، صحيح، ولكنها تعبر أيضا عن أعلى درجات المقت والشعور بالظلم والفقر والجوع، وارتكاب هذه الجرائم دون حياء سياسي في ممارسة البذخ والفساد، مثلما كان ينفذه بن علي وعائلته. 

Aucun commentaire: